الرئيسية » » -لكن كيف تعيش؟ | هشام ياسين

-لكن كيف تعيش؟ | هشام ياسين

Written By Unknown on الخميس، 23 يوليو 2015 | 7:59 ص



-لكن كيف تعيش؟
-أوَكيفَ أعيش؟
-أقصد كيف تحيا؟
إرتسمت على وجهى إبتسامه زابله عندما..سألنى قلمى.
قلمى ، الذى رافقنى جروحى وخاطبنى كروحى.
إنه يسألنى الآن وفى تلك الليلةِ بعد أن رآنى على هذا الفراش وقد أنهكنى التعب وتمكّنَ منى ، لا أعلمُ لماذا؟ ، هل أننى إستسلمتُ لدائى أم أن جسدى قد تمزقَ كشروخِ ردائى؟
تنهيدةٍ حزينةٍ تختلطُ بألم الداء وألمُ الحياه ولا أدرى بم أجيبُ قلمى؟
-أتدرى يا صديقى؟ قالها قلمى.
-فلتقل يا رفيقى فما عدُت أدرى.
-أتدرى أن إبتسامتك هذه تُدخلُ السرور على قلبى وأنا القلمُ الصامت؟
-إبتسامتى!!! وكيف تكونُ إبتسامتى يا قلمى وقد ذبُلت قبل أن أكون؟ ، كيف تكون إبتسامتى يا قلمى وقد شارفتُ شئياً فشيئاً على ألا أكون؟ وكيف تكون إبتسامتى وأنا على هذه الفراش أدّعى البسمة وفى ألمٍ أكون؟
نعم ، كيف تكون؟
أهى إبتسامةُ أملٍ ، أم إبتسامةُ النهايه؟
إننى أعلمُ أننى فى طريقى إلى النهايه ، ربما تكون هذه البدايه ، لكننى أعلمها جيداً ، نهايتى..كيف ستكون؟
يرانى قلمى فى الخفاء أبكى وليس بيده ما يقدمه لى سوى أن يشاركنى بكائى ، ليتنى أستطيع أن أكف عن ضعف قلبى ، و بركان عينى.
-لماذا كلُ هذا يا صديقى؟ سألنى قلمى.
-أولا تعلم يا قلمى؟
-نعم ، أعلم ، لكن أتستحقُ أنت كل هذا الحزن؟
-بلى ، أستحقه بالطبع.
-لماذا تقسو على نفسك هكذا؟
-أقسو على نفسى!!! وهل هناك فى الحياة من عرفنى ولم يقسو على نفسى؟! وهل هناك يوماً من رأى نفسى وقال لها أنتِ نفسى؟ ، ربما لأنى بطبعى أنانىّ ، أحبُ كلّ نفسٍ أراها ، ولا أحبُ نفسي.
-سيأتى ، سيأتى إليكَ يوماً من حيثُ لا تدرى ، وربما الآن من يراك وأنت لا تدرى..قال قلمى.
-يبدو ذلك ، فما عُدُتُ أدرى ، ومن أنا لأدرى؟!
-ليتنى أراك بلا حزنٍ يوماً ، ألا تتركك هذا الحزنُ أبداً؟
-نعم ، لا أتركه ، وهذه لعنتى ، إننا إن إعتدنا على شئٍ إفتقدناه لو غاب عنا ، وربما متنا لأجله وهو لا يشعر ، فما بالكُ بمن تأصلت ملامح الحزن فى وجهه؟ هل يتركه؟
لا أعتقد أن هذا الحزن سيتركنى ، لقد تعلق بى هو الآخر ، وأخافُ يوماً أن أفرح فأنساه ، فيحزن حزنى.
لكن أعدُك أنه عندما تتوقف دقاتُ قلبى يوماً ما ، سأترك حزنى ، سأتركه ليحكى صراعى معه و آلامى بالحياه.
عندما تتوقف دقاتُ قلبى الذى إن وصفته بالكسير ، لربما قائل قارئُ بلسان حاله ، إنه مكسورٌ منذ زمن فما من أحدٍ يكونُ به سكن.
عندما تتوقف دقاتُ قلبى التى باتت تؤلمنى وتعاتبنى على تجاه هذا القلب ، وعندما تتوقف سأنتهى وينتهى حزنى.
لا تبكِ يا رفيقى ، فهذه حقيقة واقعى المرير ، واقعى الملئ بالأسى والشجن ، واقعى الذى أبعد الكثيرين عنى عندما يعرفون طيفاً منه ، واقعى الذى ملَّه القارئ ، واقعى الذى كرهه القاصى والدانى ، واقعى الذى أحاطنى بسياج الآلام و ظلمة الأيام.
-سألنى قلمى وهى يبكى:-ألا تصبر قليلاً فى هذه الدنيا؟ 
-معك حق يا قلمى ، ربما بعد كل ما مر بى حتى الآن ولم أصبر بما يكفى ، ربما لم يعد الصبر يطيقُ قلبى هو الآخر.
-وماذا تريد الآن من دنياك؟ ومازال قلمى يشاركنى بكائى ويبكى.
-من دنياى!!! ، أما يكفى ما منحتهُ لى من الألم؟ 
لا أريدُ منها شئ ، أريدُ مغادتها ، أريدُ الرحيل عنها.
أريدُ الرحيل وأشتهى الموت.
إننى لا أمتلك من يخاف خسارتى ، لا أمتلك من يريد أن يعرف حالى أو شيئاً من أخبارى.
فرحيلى عن دنياى لن يؤثر ، فأنا كما أنا سأبقى مجهولٌ كقلبى بلا عنوان.
-أتخشى الموت؟
-لا بل أتمناه وإنما أخشى على من شخصٍ يكونُ أحبنى يوماً ولم أشعر به ، أخشى على أحدٍ ظلمتُه يوماً رغم عنى ولم يغفر لى ، أخشى على من يرى أننى كنتُ يوماً فى الحياةِ إنساناً حي فيتذكرنى ويذكرُ موتى فيحزن.
-ألا يكفيك من همومٍ الناس ما تحمِل؟
-لا يكفينى ، ليتنى أستطيع أن أجوبَ البلاد وأرسم بسمةً صافيةً على وجوه العباد.
-وماذا تتمنى يا رفيقى؟
لا أتمنى بل أرجو شيئاً واحداً حينما أصيرُ زمناً ومكان.
عندما أموت ألا أجد أحداً منى يكونُ غضبان.
فيارب حقق رجائى هذا ورجاء كل إنسان.

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.