الرئيسية » » موعدنا الذي لا يتأخّر | هزار طباخ

موعدنا الذي لا يتأخّر | هزار طباخ

Written By Unknown on السبت، 20 يونيو 2015 | 5:04 م

موعدنا الذي لا يتأخّر
**
نحن العابرين في متاهة الوجد
حجارة الطيش .. صلةَ رحمنا
نرجمنا بها كلّما أوغلنا بالعقل 
فوضى التناقضات
نجمنا الساطع كلّما داهمنا السأم
أمّا الغواية
فهي عصانا الــ نهشّ بها على قطيعنا
إذا توغّل بالحياة
الطريق
لم تكن ممتنّة لانفلات قطعاننا
كانت تهاجمنا من كل جهاتها
فإن أجرينا نهراً
طوّبته بسدود
وإنْ أنضجنا غابة
أفلتتْ في مفازاتها وحوش القلق الضارية
طريق
تحاول أن تقصم ظهر سيرنا بأقلّ من قشة
الحياة
لم تعطنا وسائد المريحة
لنتكئ عليها
أو لنعيد صياغة جراحنا بطريقة أقرب للرقص
هي .. لم تكن مغامرة
تنتهي بازدحام أمسيات حميمة معتّقة بالوهج
كانت لئيمة إلى أقصى ما وصل إليه لؤمها من اختراعات
تنشر غربانها على كل الأسطحة الملاصقة لنا
تشعل الحروب في كل مكان تطؤه قدمانا
تعكس وجهتانا كلما استطاعت إلى ذلك سبيلاً
تعاندنا
تعاندنا بأقصى ما يستطيع تآمرها علينا
لتؤخّر بهجتنا الصغيرة
الوقت
لم يكن أجمل من الطريق أو الحياة
فوقت الشوق مخدوش بالتردّي في هاوية الإنتظار
ووقت المطر لا يدير عجلة الخصب
ووقت الحرير .. شوك يثغو بالحنجرة
ووقت الحلول .. لا يأتي
أما وقت انقطاع النَفَس في التيه
ووقت الوحدة البكماء / العزلة المقصية / البكاء القارص / العجز الماكث / القهر الأوحد
فقد كان الأقوى
كان موعدنا الذي لا يتأخّر أبداً
وكنّا نحاول
بكل جهدنا نحاول
بتوحّش أشواقنا نحاول
ألاّ نغرق في لجّاته
وأن نتحدّى تفاصيله المضنية
كنا نحاول
وكنا عاجزين أن نصدّق
أن ضحكاتنا كانت العجز الأكبر
وأن الوقت سيصطادنا كلّما تقطّعت أوردتنا
كنا عاجزين أن نصدّق أن قبائل الحزن
تتفقّد شراكها فينا
وأنّها
ستهاجمنا بضراوة كلما انقطع المطر في مرعاها
وأنّنا نسرف بالهذيان
نسرف بالهذيان جداً إذا آمنّا بالطريق
نحن العابرين إلى جهة الصمت
كيف نردّ الإعتبار لتنهداتنا ؟
كيف سنعتذر من شغافنا التي اخترقها الضوء وما أفلح في انتشالها من ليل التجنّي ؟
هل سنبقى هكذا نحدّق في فراغ الندم ؟
هل سنعيد صياغة الصبر على مقاس الأيام البعيدة
هل سنعيد للدرويش
لحظة تجلّيه الكبرى ودورانه الدؤوب في نشوة الحضور ، أم أنّنا سنهذر في هذيان الغياب ؟!
كم مرة سيأخذنا التأرجح بين ملامح تشبهنا وأخرى لا نعرفها ؟
نحن العابرين إلى الجهة الأقرب للغياب الكامل
كيف سننتقم من ثعابين الوقت والحياة والطريق ؟!
نحن العابرين إلى حنوّ الظلّ
غيابنا ــ وحده ــ كان فادح العواء
فادح أن يغور نهر في جفافه
وأن تكون المسافة بين كتفٍ تسندنا
ويدٍ تهدهد أوجاعنا فادحة الإتساع
فادح أن نصدّق
أنّ اليوم الأبيض أقرب إلينا من حبل الوتين
فادح صوت النزيف
فادح
بقدر لوثة الأبدية


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.