الرئيسية » » اليوم يصمت الجحيم قليلاً | هزار طباخ

اليوم يصمت الجحيم قليلاً | هزار طباخ

Written By Unknown on الاثنين، 22 يونيو 2015 | 9:18 ص

اليوم يصمت الجحيم قليلاً 
تمسّد الأم جبين أولادها قائلة ( الحمد لله يوم جديد ) 
يعود الطفل إلى ألعابه لمناورة وحش الخوف الهاجع فيه منذ البارحة
تعود الطفلة إلى ألوانها 
لترسم شمساً وطيارة ورقية تطير في أفق بلا حرائق ولا دخان 
وترسم أرضاً خضراء بلا جثث متناثرة هنا وهناك ولا أشلاء مقطّعة
تعود الصبية لجدائلها ، لقلم الشفاه الأحمر ، تعبث بأوراق زهرية اللون، تنقش فيها من القلوب ما يغطّي مساحة الرمادي التي تعتلي روحها
يلملم صبي من الشارع فوارغ الرصاص للذكرى ،وفي اليد الأخرى يحمل بيدونة الماء
رجل ما في الشارع ينظر لبنايته ، ثم يتنهّد مترحّماً على جيرانه الذين غابوا هم وعمارتهم التي قصفت ، ويكمل طريقه ليشتري بقية أغراض رمضان المبارك
في زاوية الشارع تقف امرأة عجوز مصوّبة نظرات ازدراء لصبية بجانبها
الصبية لم تعر نظرات المرأة اهتماماً ، فقد كانت بحاجة للخمسمائة ليرة التي كان الشاب يعرضها عليها مقابل جسدها
البائع العجوز يقلّب كفيه عاجزاً أمام طفلة مقطوعة اليد تشحذ تفاحة ، يعطيها التفاحة ويسبّ الفقر والحرب وووو وينبهها بأن لا تعود ( هو مو ناقص ) على حدّ تعبيره
رجل يتكلم مع نفسه طوال الطريق ، وآخر يقول لصديقه ( معذور فقد ابنه وزوجة ابنه وأحفاده بغرق السفينة تلك أمام السواحل الإيطالية ، يارجل مازال عنده أمل أنهم مفقودون فقط وأنهم سيعودون ، الله يثبّت علينا العقل والدين )
إمرأة تقف أمام فاترينة المحل ، تكلم نفسها بحسرة : كيف سأجهّز ابنتي العروس والأسعار متل النار، يعني الواحد لازم يسرق وينهب ليمشي حالو بهالبلد )
جرحى في المستشفى ينظرون إلى بعضم البعض ، ترى هل نجوا ؟!
ويخرج الناس من بيوتهم بعدما اختبئوا فيها ليستدركوا مافاتهم من كنه الحياة
هكذا الآن .. هم هناك في حلب


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.