الرئيسية » » "المرأه والحب" | هشام ياسين

"المرأه والحب" | هشام ياسين

Written By Unknown on الثلاثاء، 28 أبريل 2015 | 9:06 م




"المرأه والحب".
"المرأه فى الحب .. إثنان"
قالها عجوزٌ وهمّ أن ينصرف.

-كيف هذا؟! سألتُ العجوز.
-إنى سائِلُكَ سؤالاً فأجبنى. 
-سلنى ما شئتَ أُجيب ، من علمِكَ زدنى فأزيد و إن أخطأتُ إليكَ أُنيب.
سأل العجوز:-ما عمرُكَ ولدى؟
أجبتُ:-بلغتُ من الكبرِ عِتيا ، لم يكنْ عمرى بالسنينِ مقضيا ، بل كانَ بالأيامِ التى أعيشُها بينَ آلامى مطويا ، عمرى يا سيدى مُقدَرٌ بالهمومِ ، بالأحلام ، قل إن شئتَ بالأوهام وما أبكيهِ من أسرابِ خيالٍ ليس لها سَميا.
أمسكَ العجوزُ عصاه بكلتا يديه واضعاً ذقنهُ فوقها وقال:-إنّكَ كبيرٌ رغم صغركَ يا ولدى ، أجبنى لأجيبُ سؤالك ، الحبُ والمرأه ما تقولُ فيهما؟
-قلت:-أقولُ فيهما !!!! ، أعتقدُ يا حكيم أنهما لا ينفصلا عن بعضهما ، أعتقدُ أن سؤالُك هذا إجابتُهُ واحده ، فما أقولُه عن الحب يرتبطُ بالمرأه.
-المرأه والحب!!!! ، روحٌ واحده ، كيانٌ واحد ، فما إن وجدتَ إمرأتك وجدتَ حُبكَ ، وما إن أحببتْ فعشقتْ وجدت إمرأتك.
إبتسم وقال:-أحسنتْ ، فلتُخبرنى إذاً عن الحب فى حياةِ المرأه؟
-يا سيدى ، الحبُ هو حياةُ المرأه ، ليسَ فى حياتها ، ليس جزءاً وكفى ، إنما هو حياتُها ، ومن الحبِ وحده لنْ تكتفى.
قال الحكيم:-زدنى.
-يا سيدى ، إنّكَ إن ذهبتَ بقطعةٍ من قماشٍ لتخيطُها كعباءةٍ مثلا ، ماذا يحدثُ حينها ، هي يضعها الخياطُ على جسدِكَ ويخيطها ، بالطبعِ لا ، فإن فعل فإنه ليس بخياطٍ وإن كانَ خياطاً فهو ليس بالصانع ، حينها نقولُ عن هذا الثوبُ المخيط بأنه مُشوه.
-هذا هو الحب فى حياةِ المرأه.
-إن أخبرتها بحبِك فأنتَ كمن ذهب بقطعةِ قماشٍ إلى الخياط ، وإن أنت جالستُها وحدثُتها عنك فجالستْكَ وتحدثت عنها فحينها تكونُ قد أخبرتَ خياطك بما تريدُ فعلهُ بقطعةِ القماش.
-فإن احترمتُ رغبتها بقبولك فى حياتها أو صدها عنكَ فهذا خياطُك قد أخبركَ بأن تلكَ القماشه ستصلُحُ لك أو لن ينف‘كَ أن تخيطها.
-وإن دخلتَ حياتُها فاهتممتَ بها فكنتَ كمن يذهبُ للخياطِ يوماً بعد يومٍ لينظرَ فى أمرِ العباءه ، تكونُ قد واليتَ قماشتكَ فأحسنتَ الإهتمامَ بها.
-يوماً يمر وآخر تنتظر ، ما عليكَ فقطْ سوى أن تكونَ دوماً لحبيبِكَ مُنتظر ، تنتظرهُ فى كل وقت ، لا تغيبُ عنه أبدا ، فإنّك إن غبتَ عنهُ فجعلتَهُ ينتظرُكْ فقد آلمتَه وجرحتَ قلبَه ،وهذا أنت عندما تذهبُ للخياطِ لتأخذَ عباءتك فيعودُ بكَ مرةً بعدَ أُخرى لتنتظر ، فالوقتُ المُناسب لم يأتِ بعد.
-وماذا بعد إنتظارك واهتمامك؟
-هذا ما ستجنيه ، إنك ذهبت بقماشتك لخياطك ، أخبرتهُ بما تريد ، واليتهُ يوماً بعد يوم ، وانتظرتَ كثيراً حتى جاء اليومُ الذى فُزتَ فيه بجائزتك ، بعباءتك ، فما حالُكَ وقتها؟! ، بالطبع ستكونُ فرحا.
إن كانَ هذا فرُحُكَ بقماشةٍ قد خِطتها ، فكيفَ يكونُ فرحُكَ بقلبِ حبيبٍ تفوزُ به؟!
إبتسمَ العجوزُ إبتسامةِ رضاً وهو يقول:-لكنْ ماذا لو أخذَ الخياطُ قماشتُكَ ولم تفز بها كما أردت؟!
قلت:-يا سيدى هذا ما أجنيه ، هذا ما يجبُ منا أن يعيه.
إنَّك إن أبديتَ كثيرَ إهتمامِكَ بحبيبتك ، تكونُ كمن أخبر الخياط بأنّ تلك القماشةِ تعنى له الكثير.
يا سيدى...
إنّ الحب أبداً لا يموت ، إنّ الحب أبداً لن يموت.
إنّ عظيمَ الحب لا يتساوى أبداً مع من قالَ "أُحبك"
الحبُ يا سيدى ليستْ كلمه تُقال ، الحبُ الحياه التى نحياها أياماً وليالْ.
سأل الحكيم:-لكنْ ماذا كانَ خياطُكَ هذا غالياً فى صناعته؟ ، أتترُكهُ وتُعرضُ عنه؟
قلت:-سأخبرُكَ أمراً يا حكيم!! ، أتدرِ من هو الخياط؟ّ
-إنّه القدر سيدى ، فهل هناكَ من يُعرضُ عن قدرهِ أو يهربُ منه ، أبداً.
-نعم ، أقدارُنا تختلف ، لكنْ نحنُ وأقدارُنا نسيرُ فى طريقٍ واحد ، نوازى القدرَ ولا نسبقهُ أبداً .
هذا ما أردتُ أن أخبُركَ به ، أن الإنسانِ منا إن أبدى عظيم إهتمامه بحبيبته يساعدهُ القدرُ فى لقائهما المنتظر ، إن أظهر دوماً عظيمَ حبه تجدُ قدرُهُ قد خاطَ لهُ ثوباً عظيماً فى النهايه.
فقصةِ إثنانِ محبانِ يا سيدى لا تُسمى أبداً حكايه ، إنما تُسمى حياكه.

إبتسمَ العجوزَ وهمّ بالإنصراف فقلتْ:-إنتظر ، أينَ تذهبُ أيها الحكيم؟ّ
قال وهو يسير:-من علمِكَ سأزيد و إن أخطأتُ إليكَ أُنيب.
ثمّ إلتفتَ وقال:-يا حكيم.


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.